لماذا لا أستطيع أن أتزوج شابا غير مسلم أحببته؟
images
صحيفة المرصد: روى الكاتب جاسم المطوع قصة الفتاة التي تريد أن تتزوج شابا غير مسلم أحبته ولا تستطيع العيش بدونه، كاشفا ما دار بينهما من حوار وبما أقنعها في النهاية.
الزواج لا يبنى فقط على الحب
وجاء نص المقال الذي حمل عنوان "لماذا لا أستطيع أن أتزوج شابا غير مسلم أحببته" ومنشور على موقع "اليوم" كالتالي: قالت أنا أحب شابا غير مسلم فلماذا لا أستطيع أن أتزوجه؟ قلت: إن الزواج لا يبنى فقط على الحب، وإنما هناك أمور كثيرة تحقق السعادة بين الزوجين ومن ضمنها الحب.
اعتقاد زوجته قالت: ولكن ما هو الجواب على سؤالي؟، قلت: أما الجواب فهو بسيط جدا لأنك أنت تؤمنين بكل الأنبياء والرسل بينما هو لا يؤمن بنبيك ودينك، والرجل بطبيعته يحب أن تكون له الكلمة في البيت ويحرص على أن يكون اعتقاد زوجته وأولاده مثله، هكذا أكثر الرجال يفكرون ويحبون، فالله حرم هذا الزواج حماية للأسرة من التفكك، ورحمة للمرأة حتى لا يجبرها زوجها على اعتقاد أو فكر أو سلوك يخالف معتقدها فتحافظ على هويتها ودينها وتربية أولادها
قالت: ولكن هناك بعض الرجال لا يهمهم إدارة الأسرة وتربية الأبناء، قلت: كلامك صحيح ولكنك تتكلمين عن الحالات النادرة أما القاعدة العامة فهي ليست كما تقولين، والإسلام عندما يضع نظاما فإنه يضعه للعموم ولا ينظر للاستثناءات وهكذا هي القوانين بشكل عام، وأريد أن أسألك: هل اشتريت دواء وقرأت الوصفة المرافقة معه؟ قالت: نعم، قلت: هل قرأت الأعراض الجانبية للدواء ثم تناولت الدواء ؟ قالت: نعم، قلت: لماذا لم تتركي الدواء بسبب الأعراض الجانبية له علما بأنهم يكتبون أحيانا أعراضا خطيرة؟ قالت: لأن الدواء مفيد ويشفي، أما الأعراض الجانبية فهذا استثناء لا يشترط حصوله مع كل مريض.
لا تستقيم إلا به قلت لها: ببساطة هذا هو الإسلام، فأحكام الإسلام شرعت لمصلحة الإنسان وعلاجا للمشاكل الإنسانية، ولهذه الأحكام أعراض جانبية قد تؤلم البعض وتحزنهم ولكن لا يمكن الاستغناء عنها.
قالت: مثل ماذا ؟ قلت: الطلاق فيه تفكيك للأسرة وتأثير على الأطفال ولكن الحياة لا تستقيم إلا به وكذلك التعدد، والجهاد فيه موت وجراح وأسر ولكن الحياة لا تستقيم إلا به، وتحريم الزواج من غير المسلم قد يكون فيه ألم التخلي عن الحبيب إلا أن الحياة لا تستقيم إلا به، فإيمانه غير إيمانك وعاداته غير عاداتك وثقافته غير ثقافتك ودينه غير دينك والحلال عندك حرام عنده، والستر عندك تعقيد عنده وهكذا، قالت: لقد صعبت الموضوع علي.
قلت: أسألك لو قال لك الطبيب أخيرك بين موت ابنك وقطع ساقه فماذا تختارين؟ قالت: قطع الساق، قلت: قطع الساق مؤلم لكن الحياة لا تستقيم إلا به، فقطع علاقتك بهذا الرجل مؤلم ولكن هذا القرار يحقق سعادتك بالدنيا والآخرة وأنصحك بأن تعيدي النظر بقرارك.
لا يوجد تعليقات